الانفلونزا La grippe
نظرة عامة
الإنفلونزا هي مرض فيروسي معدٍ يصيب الجهاز التنفسي العلوي والسفلي، ويعد من أكثر الأمراض شيوعًا خلال فصل الشتاء. ينتقل الفيروس المسبب للإنفلونزا بسهولة من شخص لآخر عن طريق الرذاذ الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال لمس الأسطح الملوثة. يتميز المرض بأعراض تتراوح بين الخفيفة والشديدة، مثل الحمى، السعال، آلام العضلات، والإرهاق. ورغم أن معظم الحالات تتعافى في غضون أيام قليلة، إلا أن الإنفلونزا قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة لدى الفئات الضعيفة مثل الأطفال وكبار السن وذوي الأمراض المزمنة. الوقاية من هذا المرض تتطلب الالتزام بالتطعيم السنوي، ممارسات النظافة الشخصية، واتباع أسلوب حياة صحي.
أسباب الإصابة
تحدث الإصابة بالإنفلونزا نتيجة عدوى فيروسية تصيب الجهاز التنفسي. الفيروسات المسؤولة عن المرض تنتمي إلى عائلة Orthomyxoviridae، وهناك ثلاثة أنواع رئيسية لها: النوع A، والنوع B، والنوع C. فيما يلي أبرز أسباب الإصابة بالإنفلونزا:
انتقال العدوى من شخص مصاب:
-تنتقل الإنفلونزا عن طريق الرذاذ الذي يخرج أثناء السعال أو العطس أو الحديث.
-استنشاق هذا الرذاذ يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالمرض.
ملامسة الأسطح الملوثة:
- يمكن للفيروس أن يبقى حيًا على الأسطح الملوثة (مثل مقابض الأبواب والطاولات) لفترة.
- ملامسة هذه الأسطح ثم لمس الفم، الأنف، أو العينين قد يؤدي إلى العدوى.
ضعف الجهاز المناعي:
الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة (بسبب أمراض مزمنة، الشيخوخة، أو سوء التغذية) يكونون أكثر عرضة للإصابة.
-التجمعات المزدحمة:
التواجد في أماكن مكتظة مثل المدارس، المواصلات العامة، أو أماكن العمل يزيد من احتمالية التعرض للفيروس.
-التغيرات المناخية:
زيادة نشاط الفيروس في الفصول الباردة مثل الشتاء حيث تكون الظروف مثالية لانتقال العدوى.
عوامل الخطر
-عدم أخذ لقاح الإنفلونزا السنوي.
-مخالطة أشخاص مصابين دون اتباع تدابير وقائية.
-الإهمال في غسل اليدين أو تعقيمها.
-الوقاية من الإنفلونزا تتطلب الوعي بمصادر العدوى واتباع التدابير الوقائية بشكل مستمر.
الأعراض
أعراض الإصابة بالإنفلونزا تظهر عادة بشكل مفاجئ وتتفاوت شدتها من شخص لآخر، بحسب قوة الجهاز المناعي والحالة الصحية العامة. تشمل الأعراض الأكثر شيوعًا ما يلي:
الأعراض الرئيسية للإنفلونزا
الحمى:
ارتفاع درجة الحرارة (غالبًا فوق 38 درجة مئوية).قد تكون مصحوبة بالقشعريرة والتعرق.
السعال:
غالبًا ما يكون السعال جافًا، لكنه قد يتحول إلى سعال مصحوب بالبلغم في بعض الحالات.
آلام العضلات والمفاصل:
شعور بالألم أو التصلب في عضلات الجسم، خاصة في الظهر والساقين.
التعب والإرهاق:
شعور عام بالإعياء والضعف، قد يستمر لعدة أيام حتى بعد تحسن الأعراض الأخرى.
الصداع:
صداع خفيف إلى شديد قد يرافق الحمى.
احتقان الأنف وسيلانه:
يصاحب الإنفلونزا أحيانًا انسداد أو سيلان الأنف، ولكنه أقل شيوعًا مقارنة بنزلات البرد.
التهاب الحلق:
ألم أو حكة في الحلق، خاصة في الأيام الأولى من الإصابة.
فقدان الشهية:
نتيجة الشعور بالتعب والمرض، قد يفقد المصاب رغبته في تناول الطعام.
الأعراض الأقل شيوعًا أو الخطيرة
الغثيان والقيء: يحدثان أحيانًا، خاصة عند الأطفال.
ضيق التنفس: قد يكون علامة على مضاعفات مثل التهاب الرئة.
ألم في الصدر: يستدعي استشارة طبية فورية.
مدة الأعراض
تستمر الأعراض عادة من 3 إلى 7 أيام، لكن الشعور بالإرهاق قد يستمر لفترة أطول (حتى أسبوعين).
إذا استمرت الأعراض لفترة طويلة أو ساءت، خاصة مع ظهور صعوبة في التنفس أو ألم شديد، يجب استشارة الطبيب فورًا.
علاج الإنفلونزا
علاج الإنفلونزا يركز بشكل أساسي على تخفيف الأعراض ومساعدة الجسم على التعافي، حيث أن الفيروس المسبب للإنفلونزا يختفي غالبًا من تلقاء نفسه خلال أسبوع إلى أسبوعين. فيما يلي الطرق المختلفة لعلاج الإنفلونزا:
- العلاج المنزلي والعناية الذاتية:
+ الراحة التامة:الحصول على قسط كافٍ من النوم لتقوية جهاز المناعة.
+ تناول السوائل:شرب كميات كافية من الماء، الشاي الدافئ، والشوربات يساعد في تعويض فقدان السوائل.
+ تناول الطعام الصحي:تناول وجبات غنية بالفيتامينات والمعادن، وخاصة فيتامين C والزنك لتعزيز المناعة.
- الأدوية المسكنة للأعراض:
+ خافضات الحرارة ومسكنات الألم:مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لتخفيف الحمى وآلام الجسم.
+ أدوية مزيلة للاحتقان:بخاخات الأنف أو الأدوية المضادة للاحتقان لتخفيف انسداد الأنف.
+ أدوية السعال:استخدام مهدئات السعال في حالة السعال الجاف أو العلاجات الطاردة للبلغم.
-الأدوية المضادة للفيروسات:
تُستخدم في بعض الحالات فقط، خاصة للأشخاص الأكثر عرضة للمضاعفات:
أوسيلتاميفير (تاميفلو) أو زاناميفير (ريلينزا):
تقلل هذه الأدوية من مدة المرض إذا تم تناولها خلال الـ 48 ساعة الأولى من ظهور الأعراض.
تُوصى هذه الأدوية بشكل خاص للفئات التالية:
كبار السن.
النساء الحوامل.
الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة (مثل السكري أو أمراض القلب).
-العلاجات الطبيعية والمنزلية:
+ العسل:يُستخدم لتهدئة السعال والتهاب الحلق.
+ الغرغرة بالماء المالح:لتخفيف التهاب الحلق.
+ استنشاق البخار:يساعد في تخفيف انسداد الأنف.
+ مشروبات دافئة:مثل الزنجبيل والليمون، لتهدئة الأعراض وتعزيز الراحة.
متى يجب استشارة الطبيب؟
إذا استمرت الأعراض لأكثر من أسبوع دون تحسن.
في حالة ارتفاع درجة الحرارة الشديدة (أكثر من 39 درجة مئوية) لفترة طويلة.
عند ظهور أعراض خطيرة مثل:
صعوبة التنفس.
ألم في الصدر.
تشوش أو فقدان الوعي.
الوقاية
- أخذ لقاح الإنفلونزا السنوي.
- غسل اليدين بانتظام وتجنب لمس الوجه.
- تجنب الاختلاط بالمصابين خلال فترات انتشار العدوى.
- العلاج المبكر والراحة الكافية يساعدان على تسريع التعافي وتقليل خطر حدوث مضاعفات.