الدفتيريا ( الخناق)
ما هو الدفتيريا؟
الدفتيريا، أو ما يُعرف بالخُنَّاق، هو مرض بكتيري حاد يصيب الجهاز التنفسي، ويعد من الأمراض المعدية التي يمكن أن تشكل خطرًا على الحياة إذا لم تُعالج في الوقت المناسب. يتسبب هذا المرض في ظهور أعراض تتراوح بين خفيفة إلى شديدة، ويُعد الأطفال وكبار السن الأكثر عرضة للإصابة به، خاصة إذا لم يحصلوا على التطعيم اللازم.
ينتج المرض عن بكتيريا تُدعى الوتدية الخُناقية، والتي تنتقل من شخص لآخر عبر الرذاذ الناتج عن العطس أو السعال، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة. تبدأ أعراض الدفتيريا عادةً في الحلق والجهاز التنفسي، حيث تتسبب البكتيريا في تكوّن غشاء رمادي سميك في الحلق واللوزتين، مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس والبلع. قد يصاحب ذلك ارتفاع في درجة الحرارة، شعور بالتعب الشديد، وتورم في الغدد اللمفاوية في الرقبة.
بالإضافة إلى تأثيرها الموضعي، تفرز البكتيريا سمومًا يمكن أن تؤثر على القلب والأعصاب، مما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تشمل اضطرابات في ضربات القلب وشللًا مؤقتًا في بعض الحالات. هذه المضاعفات تجعل الدفتيريا مرضًا يستدعي التدخل الطبي العاجل.
الوقاية من الدفتيريا تعتمد بشكل كبير على التطعيم، حيث يُعد اللقاح المضاد للدفتيريا (vaccin antidiphtérique) جزءًا أساسيًا من برامج التطعيم العالمية. يساعد هذا اللقاح في تعزيز مناعة الجسم ضد المرض، مما يقلل من خطر الإصابة ويحد من انتشاره في المجتمع. كما يُوصى بالجرعات الداعمة للحفاظ على الحماية على مدى الحياة.
في حال الإصابة، يتم علاج المرض باستخدام مضادات السموم والمضادات الحيوية للقضاء على البكتيريا وتقليل تأثير السموم على الجسم. يتطلب العلاج في العادة العزل الطبي لمنع انتقال العدوى للآخرين.
ختامًا، يُبرز مرض الدفتيريا أهمية التطعيم والرعاية الصحية الوقائية في الحد من انتشار الأمراض المعدية. بفضل الجهود الطبية العالمية، أصبح هذا المرض أقل شيوعًا في العديد من البلدان، لكنه لا يزال يشكل تهديدًا في المناطق التي تعاني من نقص في التطعيمات والرعاية الصحية.